كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن هنا، لا نجد في الشريعة الإسلامية تلك التعريفات الجامعة المانعة- كما يقولون- للخير والشرّ، والحقّ والباطل، والحسن والقبيح، وغير ذلك من الصور التي عنى الفلاسفة والأخلاقيون، بتحليلها، والتعرف على عناصرها، وجمع الصفات المميزة لكل واحد منها..
فإذا قال الفلاسفة والأخلاقيون: إن الحق هو كذا، والخير هو كذا، والحسن كذا- لم نجد في كتاب اللّه ولا سنّة رسوله قولا عن الحق.. ما هو؟
والخير ما هو؟ والحسن ما هو؟ وإنما نجد دعوات إلى الحق، والخير، والإحسان، وإغراء بها، وتحريضا عليها، ورصدا للجزاء الحسن لمن استقام عليها.. كذلك نجد عكس هذا، إزاء كل ما هو باطل، وشر، وخبيث!.
ولم يكن إغفال الشريعة الإسلامية لرسم حدود الفضائل، وتقويم الأخلاق عن تهوين لشأنها، أو استصغار لخطرها.. وكيف وغاية الشريعة ومقصدها أولا وأخيرا، إنما هو تقويم الأخلاق، وتربيتها، وإقامتها على منهج سليم مستقيم! وكيف والنبىّ الكريم يجعل عنوان رسالته، ويحصر مهمة نبوته في هذا المجال وحده: فيقول صلوات اللّه وسلامه عليه: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»؟
فليس عن تهوين إذن من شأن الأخلاق، ولا عن استصغار لخطرها، هذا الاتجاه الذي اتجهت إليه الشريعة في إغفالها البحث عن ماهية الأخلاق.. إذ كان مقصد الشريعة وهدفها- كما قلنا- هو الجانب العملي للأخلاق.. الجانب السلوكى، الذي لا يغنى في تعديله وتقويمه، الجدل الفلسفي، أو النظر المنطقي، وإنما الذي يرجى منه النفع في هذا المقام، هو إثارة مشاعر السموّ النفسي في الإنسان، ووصله بالمجتمع الإنسانى بصلات الأخوة، والحنان والرحمة.. فذلك هو الذي يقيم من الإنسان إنسانا صالحا في بناء مجتمع صالح.
فالقرآن الكريم يحضّ على الأعمال الصالحة ويزكيها، ويرفع منازل أهلها، وبعدهم بجنات اللّه ورضوانه عليها..
يذكر القرآن الكريم التقوى في مواضع كثيرة، مثل قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.. [70- 71: الأحزاب] فما هو العمل الصالح؟ وما هي التقوى؟ وما القول السديد؟.. كل ذلك لم يشأ القرآن الكريم أن يعرض له بالكشف عن ماهيته ورسم حدوده..
نعم، هناك أمور واضحة صريحة في باب الخير، كما أن هناك أمورا واضحة صريحة في باب الشر.. ولَكِنها على هذا الوضوح، ومع تلك الصراحة، لا تقع من النفوس موقعا واحدا.. فإذا اتفقت النفوس على أن العدل جميل.. فإنه في نفس عمر بن الخطاب مثلا، غيره في نفس كثير من الناس.. هو خير لا شك فيه.. تدعو إليه الشريعة وتأمر به، وتثيب عليه.. ولَكِنها لا تستطيع أن تضعه في معادلة جبرية. أو تحلله تحليلا كيماويا.. إنه العدل، وكفى! وإنه الخير وكفى! «الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات» هكذا يقول الرسول الكريم.. وليست الشبهة في الحلال في ذاته، أو الحرام في داته، وإنما تقع الشبهة في الملابسات التي تلابس الحلال أو الحرام، وفى الوضع الذي يكون عليه الإنسان إزاء ما هو حلال وحرام..!
أتترك الأمور إذن بلا ضابط هكذا؟..
كلا.. ومن قال هذا؟
إن ربّان السفينة إذا أدار محركها أو فرد قلوعها، هو هالك لا محالة، إذا هو لم يعرف الوجهة التي يتجه إليها، وإذا لم يكن معه بوصلة أو ما يشبهها، ليستعين بها على معرفة الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وإذا لم يكن معه بوصلة أخرى أو ما يشبهها، يقيس بها الأعماق، أو يستدلّ بها على مهابّ الرياح! والإنسان هو سفينة في محيط هذه الحياة.. ربّانه العقل، وقلوعه النفس، ونزعاته وأهواؤه، هي التي تملأ قلوعها وتدفعها..!
لابد إذن من بوصلة تضبط سيره، وتحدد وجهته..
وما غفلت قدرة الحكيم العليم عن هذا.. تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا..
وكيف، وهو الذي أعطى كلّ شيء خلقه.. ثم هدى؟
لقد أودع الخالق العظيم في الإنسان أدقّ بوصلة وأضبطها.. إنها القلب.. وحسبك بالقلب السليم بوصلة عاملة في سفينة الحياة! لقد اعتمد الإسلام على القلب في تقويم الأخلاق، وفى التعرف على الخير والشر، والحسن والقبيح.. ووكل إليه الفصل في خير الأمور وشرها، وحسنها وقبيحها..
إن القلب في نظر الإسلام، هو العين الباصرة، التي تكشف للإنسان مسالكه، وتحديد المستقيم والمعوجّ من طرقه..
وفى القرآن الكريم آيات كثيرة تتجه إلى القلب وتتحدث إليه.. فيقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ} [37: ق] ويقول سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [28: الرعد].
والرسول الكريم، ينوّه بشأن القلب، ويكشف عن آثاره في الإنسان، فيقول- صلوات اللّه وسلامه عليه- «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صالحات صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه.. ألا وهى القلب»..
ويقول الرسول الكريم في تعريف الخير والشر، وفى التعريف عليهما:
«البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردّد في الصدر.. استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك»..
الإسلام إذن، يعترف بالخير والشرّ.. لأنهما أمران واقعان في الحياة، يعيشان في الناس، ويعيش فيهما الناس.. وقد جاءت الشريعة الإسلامية آمرة بالخير، ناهية عن الشر.. وأشارت إلى أمور بذاتها عدّتها خيرا، وأخرى اعتبرتها شرّا.. ثم جمعت الخير كله في دائرة واحدة هي المعروف وطوت الشر كله تحت حكم واحد، هو المنكر: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر}.
فالخير هو المعروف أو وجه بارز من وجوه المعروف، والشر هو المنكر، أو وجه كالح من وجوه المنكر.. والسؤال هنا- ونحن في معرض البحث عن الخير والشر- إذا كان الخير أمرا محمودا، ودعوة من دعوات السماء إلى لقائه، والعمل به- فلم كان هذا الشرّ؟ وما حكمة وجوده؟
الشرّ موجود.. هذه حقيقة مسلّم بها، لا سبيل إلى إنكارها، أو تجاهلها! أمّا، لما ذا وجد؟ وما حكمة وجوده؟ وهلّا محضت الحياة للخير، وخلصت الشرّ؟..
أما هذا، فهو الذي يدور حوله الخلاف، ويكثر فيه الجدل..
وقد تجنب الإسلام- منذ قام- إيقاظ هذه الفتنة، فلم يطرق بابها من أية جهة، ولم يشر إليها من قريب أو بعيد.. والحكمة في هذا ظاهرة..
إذ لا جدوى من أن يقيم الإسلام لوجود الشرّ علة أو عللا.. إنه موجود..
وكفى.. وحسبك من شرّ سماعه !.. والحزم كل الحزم في توقّيه، ودفعه، والخلاص منه..
إنه لمن السفاهة الغليظة، والخسران المبين، أن يرى الإنسان حيوانا يريد أن ينقضّ عليه ويفترسه، ثم لا يطلب النجاة لنفسه، بل يستغرق في تأملات سخيفة ليجيب على هذا السؤال: ما هذا الحيوان المؤذى؟ ولم كان؟
لم يرد الإسلام أن يسوق أتباعه إلى هذه المواقف الخاسرة.. بل صرفهم عنها صرفا، وخلّى بينهم وبين الحياة بخيرها وشرها بعد أن أراهم منازل الخير وثمراته، وأطمعهم فيه، ودعاهم إليه، ثم أراهم مزالق الشرّ، ومغباته، وخوّفهم منه، وتوعدهم على الاتصال به..
أليس ذلك هو النهج القاصد، والطريق المستقيم في تقديم الأخلاق وتربية النفوس؟
لقد كان ذلك هو طريق الإسلام، وكان ذلك هو موقفه حيال هذه القضية.. لم يوقد نارها، ولم يلق لها وقودا..
ولَكِن حين اتصل المسلمون بالأمم المجاورة، وعرفوا شيئا من فلسفة اليونان والهند، وشيئا من معتقدات الفرس، تحركت في نفوسهم هذه الفتنة الخالدة.. لما ذا وجد الشر؟
وقد فتحت الإجابة على هذا السؤال باب فتنة، أخذ يتسع شيئا فشيئا، حتى دخله المسلمون جميعا، وانقسموا إلى فرق وطوائف، ولكل فرقة مقولاتها ولكل طائفة حججها.. حتى كان من ذلك الجدل محصول وفير من الكلام!! ولا نريد أن نعرض لهذا الجدل، فهو مبسوط في كتب علم الكلام.
والذي نحبّ أن نقرره هنا.. هو أن الإسلام يوجّه اهتمامه أولا وقبل كل شىء، إلى مجاهدة الشر الذي يعيش في مجال الناس فعلا، وإلى محاولة التغلب عليه، والانتصار للخير، والانحياز إلى جانبه.. فذلك هو الجدير بالإنسان، من حيث هو إنسان، يحترم عقله، ويستهدى بقلبه، ومن حيث هو كائن اجتماعي، يعيش في المجتمع الإنسانى.. ومن خيره وخير الجماعة أن يكون عضوا في هذا المجتمع الكبير، يسعد بسعادته، ويشقى بشقائه..
إن الإسلام، لا يضع الشرّ في مجال العدم بالنسبة للخير، بل يراه كيانا قائما بذاته إزاء الخير.. فللشر- في نظر الإسلام- ذاتية قائمة في الحياة، وعلى الناس أن يأخذوا حذرهم منه، وأن يعملوا له حسابا في موازنة الأمور التي تعرض لهم.
لقد حاول كثير من مفكرى الإسلام، أن يهوّنوا من شأن الشرّ، وأن يجعلوا وجوده في الحياة، شيئا عارضا، يجىء في ثنايا الخير! وكأنهم أرادوا بهذا أن يبرّئوا صنع اللّه من هذا النقص، الذي يلحق بالوجود، إذا قيل إن الشرّ قد نجم فيه!! وهذا دفاع غير موفق.. إذ إنه ينكر أمرا واقعا يعيش في الناس.. وهو الشرّ.. وكان خيرا من هذا الدفاع أن يعترفوا بالشر.. ولَكِنه شرّ لا يرتفع إلى أكثر من ضرورات الحياة.. الحياة الإنسانية، التي يعتبر الشرّ فيها عنصرا من العناصر العاملة في دفع عجلة الحياة، ودوران دولاب العمل فيها..
يقول الجاحظ: اعلم أن المصلحة في ابتداء أمر الدنيا إلى انقضاء مدّتها، والكثرة بالقلّة.. ولو كان الشرّ صرفا، لهلك الخلق، أو كان الخير محضا لسقطت المحنة، وتعطلت أسباب الفكرة..
ومع عدم الفكرة يكون عدم الحكمة، ومتى ذهب التخيير، ذهب التمييز، ولم يكن للعالم تثبت وتوقف وتعلم، ولم يكن علم، ولا يعرف باب التدبير، ولا دفع المضرّة، ولا اختلاف المنفعة، ولا صبر على مكروه، ولا شكر على محبوب، ولا تفاضل في جانب، ولا تنافس في درجة، وبطلت فرحة الظفر، وعزّة الغلبة.. ولم يكن على ظهرها أي الدنيا محقّ يجد عزّ الحقّ، ومبطل يجد ذلّ الباطل، وموفّق يجد برد اليقين.. ولم يكن للنفوس آمال، ولم تتشعّبها الأطماع.
فالجاحظ هنا يكشف عن الدور، الذي يؤديه التفاوت بين الأمور، في امتداد مجال التنافس بين الناس..
إن الاختلاف بين الأشياء في مجال الخير والشرّ، هو الذي يملأ كل فراغ في الحياة، ويفسح لكل إنسان مكانا في قافلة الحياة، حسب استعداده، ونزعانه.. وهكذا تتحرك الحياة كلها، في آفاقها الصاعدة والنازلة، على السواء!.
والذي ينظر إلى الحياة نظرة فردية جانبية، يرى هذا التفاوت بين الناس وأوضاعهم في هذه الحياة.. فيرى قمما عالية، بينما يرى سفوحا، ومنحدرات، بل وحفرا.. ولَكِنه إذا نظر إلى الحياة عامة شاملة، لم ير إلا وحدة منتظمة، وإلّا سطحا مستويا، لا نجود فيه، ولا منحدرات.. كالذى ينظر من طائرة محلّقة في آفاق السماء، إلى مدينة واسعة الأرجاء.. إنه يرى دورها وقصورها، وأكواخها، ونواطح سحبها- في مستوى واحد.. كسطح أملس، لا فرق بين الأكواخ والقصور..
يقول الفيلسوف الأمريكى بوردن باركرباون: إن أفراد الناس يؤثّر بعضهم في بعض، وقد يعارض بعضهم بعضا.. لَكِن هذا التضادّ بينهم، وهذا الانفصال والتجزؤ، يذوب كله في عنصر واحد يحويهم جميعا.. وما قد يبدو في عالم الجزئيات تضادّا، إن هو في حقيقة الأمر إلا اتساق، لو نظر إليه من أعلى نظرة ترى تفصيلات الوجود كلها واحدة في كلّ واحد.
فهذا الفهم للحياة، لا ينكر وجود الشرّ وذاتيته في واقع الحياة الإنسانية، ولَكِنه حين يرتفع بالنظر عن الحياة الإنسانية الفردية، وعن مستوى هذه الأرض، لا يرى إلا عالما مشرقا، يفيض بالحسن والجمال.
إن حواسّنا، ومشاعرنا، ومداركنا، مضبوطة على مستوى هذا الوجود الأرضى الذي نعيش فيه.. وهذا التناقض، والتضادّ، والتعاند، الذي نراه- هو مما يقتضيه وجودنا، وتولده حاجاتنا، وتحققه مدركاننا وحواسنا.
ويقول الجاحظ: وأظنك ممن يرى الطاووس، أكرم على اللّه من الغراب، وأن الغزال أحبّ إلى اللّه من الذئب.. فإنما هذه أمور فرّقها اللّه اللّه تعالى في عيون الناس، وميّزها في طبائع العباد، فجعل بعضها أقرب بهم شبها، وجعل بعضها إنسيّا، وجعل بعضها وحشيّا، وبعضها عاديا، وبعضها قاتلا..
وكذلك الدرّة والخرزة، والنمرة، والجمرة.. فلا تذهب إلى ما تريك العين، واذهب إلى ما يراك العقل..
وللأمور حكم ظاهر للحواس، وحكم باطن للعقول.. والعقل هو الحجة.. وقد علمنا أن خزنة النار من الملائكة، ليسوا بدون خزنة الجنة، وأن ملك الموت ليس دون ملك السحاب، وإن أتانا بالغيث، وجلب الحياة.
والذي يعنينا من هذا الكلام، أن الموجودات إنما تأخذ كيفيتها على حسب مدركاتنا، أو بمعنى أصحّ، أننا نكيّف الموجودات حسب وقوعها على حواسنا ومدركاتنا..
وإذا كان الإسلام قد جعل معيار الأخلاق وتقويمها إلى بصيرة الإنسان، يحتكم فيها إلى قلبه، ويرجع فيها إلى ضميره- فإنه لم يغفل عن الجانب الضعيف في الإنسان، ذلك الجانب الذي تهبّ من جهته الأهواء الذاتية، والشهوات الشخصية، فتثير الاضطراب في كيان الإنسان، وتنذره بالهلاك الذي يتهدد سفينته الضاربة في محيط الحياة.. ففى كيان الإنسان نفس أمّارة بالسوء، ورغبات نزّاعة إلى الهوى..
لهذا كانت تعاليم الإسلام، موجهة إلى تقوية هذا الجانب الضعيف في الإنسان، ودعمه بكل ما يضمن للإنسان الأمن والسلام من هذا الجانب، لو أنه اتبع وصايا الشريعة، وعمل بها، ومما جاء به الإسلام في هذا:
أولا: أنه جعل الخير خيرا في ذاته، والشرّ شرّا في ذاته، ولم يلتفت إلى تلك التصورات الذهنية الطبيعة الشر والخير، وإنما نظر إليهما على أنهما كائنان قائمان في الحياة، يشعر بهما المرء، ويجد آثارهما في نفسه..
فالنار إذ يستدفىء الإنسان بها خير، والنار إذ تحرقه، شر.. إنها خير وخير محض في حال، وشر وشر محض في حال.. هذا جانب الخير يراه الإنسان في الأشياء حين يقيسها إلى نفسه، ويحكم عليها بما تقتضيه مصلحته.. ومثل هذا جانب الشر، الذي يراه الإنسان في الأشياء، حين يأخذها بمعياره الشخصي الذاتىّ أيضا.